
كتب:خالد تامر
الهيئة تفتح آفاقًا جديدة للتنمية والاستثمار
عقد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، اجتماعًا موسعًا مع نخبة من الخبراء والمستثمرين الدوليين، لبحث فرص التعاون في مجال الأمن الغذائي، ضمن المشروعات التنموية الحيوية للقناة. الاجتماع، الذي حضره الفريق أشرف عطوة نائب رئيس الهيئة وعدد من أعضاء مجلس الإدارة، استضاف أيضًا السيد عمران علي خان، رئيس مجموعة IMGS الكندية المتخصصة في تقديم الخدمات اللوجيستية وخدمات الموانئ، إلى جانب وفد رفيع المستوى من شركة FAMSUN الصينية الرائدة في مجال الهندسة الزراعية.
جاء الاجتماع بمبنى الإرشاد في محافظة الإسماعيلية، مركز القيادة والإشراف على حركة السفن في القناة، ليؤكد أهمية موقع الهيئة الجغرافي الاستراتيجي، الذي يجعل من القناة قلبًا نابضًا للنشاط الاقتصادي والخدمات اللوجيستية على مستوى العالم.
وأكد الفريق أسامة ربيع أن الهيئة تضع نصب أعينها تحقيق الاستفادة القصوى من جميع الموارد والمقومات التي تمتلكها، واستثمار الموقع الفريد للقناة في إقامة مشروعات ذات قيمة مضافة، تخدم المصالح العليا للدولة المصرية وتعزز الدور التنموي للقناة.


شراكة ثلاثية: مصرية–كندية–صينية
وأوضح رئيس الهيئة أن الاجتماعات التفاوضية الحالية تضم ثلاثة أطراف رئيسية، هي: هيئة قناة السويس، شركة FAMSUN الصينية، ومجموعة IMGS الكندية، بهدف تأسيس مركز لوجيستي عالمي في المجال الغذائي بمدينة بورفؤاد. ويستهدف المشروع دعم الأمن الغذائي ليس على المستوى المحلي فقط، بل على الصعيد الإقليمي والعالمي.
وأشار الفريق ربيع إلى أن توقيع بروتوكول تعاون بين الأطراف الثلاثة سيحدد اختصاصات كل طرف ومهامه، ويتيح استكمال الدراسات الفنية والمالية الخاصة بالمشروع. وسيتيح ذلك البدء الفعلي في التنفيذ قريبًا، بما يدعم أهداف التنمية المستدامة ويعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لوجيستي عالمي.

Contents
تصريحات المسؤولين الكنديين: فرص استراتيجية للأمن الغذائي
أعرب السيد عمران علي خان، رئيس مجموعة IMGS الكندية، عن تطلعه الكبير للتعاون مع هيئة قناة السويس، مؤكدًا أن الموقع الجغرافي المتميز للقناة يمثل نقطة جذب رئيسية للمستثمرين الدوليين، ويتيح فرصًا واعدة لإنشاء مركز لوجيستي عالمي يسهم في تعزيز استدامة الأمن الغذائي.
وأشار علي خان إلى أن مجموعة IMGS مستعدة لتبادل الخبرات التقنية والمعرفية مع مصر، وتوفير الدعم اللازم في مجال مناولة البضائع وخدمات الموانئ، بما يسهم في تحسين كفاءة عمليات النقل وضمان استمرارية سلاسل التوريد الغذائي في المنطقة.
وأكد علي خان أن قناة السويس تتمتع بسمعة عالمية وموقع استراتيجي فريد، وهما عاملان أساسيان في جذب الموردين العالميين، فضلًا عن ما توفره القناة من تسهيلات في النقل والخدمات اللوجيستية، الأمر الذي يجعل المشروع خطوة نوعية لتعزيز الأمن الغذائي العالمي.
دور شركة FAMSUN الصينية في المشروع
من جانبها، تمثل شركة FAMSUN الصينية إحدى القوى الرائدة عالميًا في مجال الهندسة الزراعية والحلول التكنولوجية المتقدمة في الزراعة، بالإضافة إلى خبرتها الكبيرة في إنشاء صوامع التخزين الاستراتيجي للحبوب والزيوت.
ويعزز دخول شركة FAMSUN في الشراكة إمكانيات المشروع في تقديم حلول متكاملة تشمل التخزين، النقل، ومعالجة المواد الغذائية، بما يضمن كفاءة عالية واستدامة طويلة المدى. وتؤكد هذه الشراكة التوازن المثالي بين الخبرات اللوجيستية الدولية والتقنيات الزراعية المتقدمة، في سبيل تحقيق مركز لوجيستي عالمي بمعايير حديثة ومتطورة.
تعزيز الدور التنموي لقناة السويس
أشار الفريق أسامة ربيع إلى أن مشروع المركز اللوجيستي ببورفؤاد يعكس الدور التنموي الاستراتيجي لقناة السويس، الذي يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد مرور السفن وتحريك التجارة الدولية. فالقناة اليوم أصبحت مركزًا متكاملًا للاستثمار والتنمية في مجالات متعددة، بما في ذلك الخدمات اللوجيستية والزراعية والغذائية، وهو ما يسهم في خلق فرص عمل وتنمية اقتصادية مستدامة على المستويين المحلي والإقليمي.
وأكد رئيس الهيئة أن الهيئة حريصة على استثمار كل مزايا الموقع الجغرافي للقناة، مع مراعاة تحقيق أفضل استفادة ممكنة من البنية التحتية والخدمات المرافقة، بما يضمن توفير بيئة مناسبة للمستثمرين والشركاء الدوليين.
أبعاد استراتيجية للمشروع
تأتي هذه الشراكة في إطار خطة موسعة لدعم الأمن الغذائي العالمي، حيث يسعى المشروع إلى ربط مصر بالموردين الدوليين وتسهيل حركة المنتجات الغذائية عبر القناة. ويستهدف المركز اللوجيستي أن يكون نقطة محورية لنقل وتخزين المواد الغذائية بكفاءة، بما يضمن تحقيق الاستدامة وتلبية احتياجات السوق المحلي والإقليمي.
كما يتيح المشروع إمكانية الاستفادة من خبرات الشركات العالمية المشاركة، سواء في مجالات الخدمات اللوجيستية أو التقنيات الزراعية الحديثة، مما يجعل من المركز نموذجًا رائدًا للتعاون الدولي في مجال الأمن الغذائي.
التعاون الدولي بين مصر وكندا والصين
يؤكد المشروع أهمية تعزيز التعاون الدولي بين مصر وكندا والصين، حيث يجمع بين الخبرات الكندية في الخدمات اللوجيستية والموانئ، والخبرات الصينية في الهندسة الزراعية والتخزين الاستراتيجي، مع الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للقناة المصرية.
ويعكس هذا التعاون قدرة مصر على استقطاب الاستثمارات العالمية وتحويل موقع قناة السويس إلى مركز لوجيستي استراتيجي يربط بين قارات العالم الثلاث: آسيا، أوروبا، وأفريقيا.
أهمية المشروع للأمن الغذائي العالمي
يمثل المركز اللوجيستي المتوقع إنشاؤه ببورفؤاد إضافة نوعية للبنية التحتية الغذائية العالمية، حيث يسهم في ضمان استمرارية سلاسل التوريد الغذائي، وتحسين كفاءة النقل والتخزين، بالإضافة إلى دعم خطط التنمية المستدامة للأمن الغذائي في المنطقة.
ويتيح المشروع أيضًا إمكانية الاستجابة السريعة للطوارئ والكوارث الطبيعية أو الأزمات الغذائية، من خلال توفير مرافق لوجيستية متقدمة تضمن توزيع المنتجات الغذائية بسرعة وكفاءة عالية.
الرؤية المستقبلية لمصر في مجال اللوجستيات الغذائية
تأتي هذه الخطوة ضمن رؤية مصر الطموحة لتعزيز موقعها الاستراتيجي في مجال الخدمات اللوجيستية العالمية، وتحويل قناة السويس إلى مركز محوري يوفر خدمات متكاملة تشمل النقل البحري، التخزين، وإدارة سلسلة الإمدادات.
ويعد المشروع نموذجًا للتعاون المثمر بين القطاعين العام والخاص، والدور الذي يمكن أن تلعبه مصر كمحور إقليمي للأمن الغذائي العالمي، بما يدعم اقتصاد الدولة ويعزز مكانتها على الساحة الدولية.